تقدم المفوضية مختلف المساعدات لتلبية احتياجات الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم وتسهيل لم شمل الأسرة الواحدة.
“بعد سنوات من المعاناة ، تم لم شملنا أخيرًا مرة أخرى كأسرة واحدة في هولندا،” بتلك الكلمات بدأ مدثر، سوداني يبلغ من العمر 20 عامًا، يروي لنا قصة فراقه عن أهله ورحلة لم الشمل معهم بعد سنوات. اضطر مدثر إلى الفرار من منزله في عام 2014 بحثًا عن الأمان في بلد آخر بسبب الوضع غير المستقر في دارفور.
في عام 2017، تمكن مدثر بعد رحلة شاقة من الوصول إلى هولندا، حيث مُنح صفة اللجوء. على الرغم من كونه آمنًا في منزله الجديد، كان مدثر يتألم باستمرار بسبب الانفصال عن عائلته، فلم يكن يكفيه إنه يعيش في أمان وهو مشتت الذهن قلقًا على سلامتهم.
أُجبرت عائلة مدثر على الفرار من السودان بسبب المخاطر التي واجهوها هناك، ولم يكن مدثر متأكدًا مما إذا كان سيتمكن من رؤية أسرته سويًا مرة أخرى “لقد ضحيت بأسرتي وبيتي وممتلكاتي بحثًا عن الأمان” هكذا استطرد مدثر حديثه وهو يتذكر عائلته التي شتتتها الصراعات والحروب، وبدأ آنذاك في البحث عن فرص للم شملهم سويًا.
وفي أوائل عام 2020، تمكن مدثر يالفعل من الانضمام لوالديه في هولندا. وبقي أشقاؤه الثلاثة الصغار بمفردهم في خوف دائم، حتى قرروا الهروب إلى مصر طلبًا للحماية الدولية.
وفي أبريل 2021، تم إخطار مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر بحالة الثلاثة أطفال غير المصحوبين بذويهم. في هذا الوقت، تقدم الأشقاء بطلب للحصول على لم شمل الأسرة وهو ما تم منحهم إياه من قبل هولندا في يونيو 2021. قدمت المفوضية المشورة للأطفال ووفرت لهم الحماية والمساعدة اللازمتين لتسهيل عملية لم شملهم. وعلى وجه الخصوص، دعمت المفوضية إجراءات الخروج والمغادرة وقدمت مساعدة مالية طارئة لتغطية التكاليف المتعلقة بالسفر.
في 3 يونيو 2021 توجه مدثر ووالده ووالدته إلى المطار لاستقبال الأطفال الثلاثة في هولندا. وأخيرًا ، تم لم شمل الأسرة بأكملها.
كل يوم، قبل أن أخلد إلى النوم ، أشكر الله على أنني تمكنت من رؤية أمي وأبي مرة أخرى
تقول أصغر أشقاء مدثر، والتي تبلغ من العمر 13 عامًا: “كل يوم، قبل أن أخلد إلى النوم ، أشكر الله على أنني تمكنت من رؤية أمي وأبي مرة أخرى”.
“نحن ممتنون لتلك الأوقات الصعبة ورحلة اللجوء التي جمعتنا سويًا بعد سنوات من الانفصال،” تضيف والدة مدثر وهي تضم طفلتها الصغيرة بين يديها.
تدعم المفوضية حق اللاجئين في لم شمل الأسر اللاجئة، وتقدم المفوضية مختلف المساعدات لتلبية احتياجات الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم وتسهيل لم شمل الأسرة الواحدة وفقًا لمبادئ المصلحة الفضلى. وبدعم مادي من الاتحاد الأوروبي، تتولى المفوضية أنشطة حماية الطفل ولم شمل الأسرة.
“من واجبنا دعم لم شمل العائلات التي تشتتت بسبب الحرب أو الصراع أو العنف أو الاضطهاد. بمجرد أن نكتشف وجود حالات لأطفال يعانون في المجتمعات المضيفة لأنهم غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم، فإننا نبدأ في البحث عن أفراد الأسرة كلما أمكن ذلك، وندعم إجراءات لم شملهم لضمان حماية الأطفال ورفاههم ،” هكذا أوضحت السيدة عسير المضاعين، نائب ممثل المفوضية للحماية.
اعتبارًا من أغسطس 2021، تستضيف مصر أكثر من 265 ألف لاجئ وطالب لجوء من 59 جنسية مختلفة مسجل مع المفوضية، من بينهم حوالي 4000 طفل من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم. وتجري المفوضية تقييمات خاصة لتلك الحالات وتعطي الأولوية لحماية ومساعدة الأطفال غير المصحوبين وغيرهم من الأطفال المعرضين للخطر في جميع البرامج الخاصة بالمفوضية، من خلال أنشطة الوقاية والاستجابة والخدمات المتخصصة. وتعتمد المفوضية على دعم مختلف الجهات المانحة لتنفيذ برامج حماية الطفل.
ومن خلال الصندوق الاستئماني التابع للاتحاد الأوروبي (EUTF)، يتم البحث دائمًا عن الفرص المختلفة المتاحة لتحسين وضع الحماية والوصول إلى حلول مستدامة للأطفال والشباب، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، في مصر وكذلك في دول أخرى تقع على وسط البحر الأبيض المتوسط.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر