يصادف يوم 28 يوليو من كل عام اليوم العالمي لإلتهاب الكبد الوبائي. يختلف هذا العام بالنسبة للاجئين وطالبي اللجوء في مصر حيث أصبح حلم عيش حياة خالية من إلتهاب الكبد الوبائي سي حقيقة
More than 30,000 foreigners, including refugees and asylum-seekers have been screened as part of the campaign to eliminate Virus C in Egypt.
يرتحل اللاجئون كل عام أكثر من مليوني كيلومترًا بحثًا عن الأمان، ولكن رحلة خالد الوعرة هي أشد صعوبة من حياة الكثيرين بسبب معاناته من التهاب الكبد C، هذا المرض الذي يطارد مئات اللآلاف من الناس سنويًا حول العالم.
أُجبر خالد، البالغ من العمر 54 عامًا، على الرحيل من السودان بعدما فقد إحساسه بالأمان وتعرضت حياته وحياة أسرته للخطر. فر إلى مصر في عام 2009 مع أطفاله الأربعة وإعاقة حركيه تحد من فرص حصوله على عمل مع ذكريات عُمره التي تطارده يوميًا في حياته الجديدة المليئه بالصعوبات.
بوصوله إلى القاهرة كان أمله الوحيد هو الحصول على الحماية الدولية وتوفير حد أدنى من الحياة الكريمة لأسرته، إلا أن في ليلة قاتمة علم خالد أنه مصاب بإلتهاب الكبد C ليبدأ فصلًا جديدًا من المعاناة بحثًا عن علاج لمرضه.
يستيقظ خالد في الصباح الباكر يوم 24 من كل شهر؛ ليتناول الإفطار مع أسرته على مائدة الطعام التي شهدت أيامهم الحلوة والمرة في شقته المستأجرة في أحد أحياء القاهرة المزدحمة، ثم يتوجه إلى شريك المفوضية، هيئة إنقاذ الطفولة، للإنتهاء من الفحوصات الطبية اللازمة ومقابلة أطبائه.
يقول خالد “أن توفير المال اللازم من أجل العلاج ومتابعة حالتي الصحية أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لشخص مثلي، لا يعمل وعليه أن يربي أربعة أطفال”. ويضيف خالد “كل الإعانات المادية التي نحصل عليها من المفوضية وشركاءها يتم صرفها على احتياجتنا اليومية إلى جانب مصاريف تعليم الأطفال.”
سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من 249،000 ألف لاجيء وطالب لجوء في مصر حتى يونيو 2019، من بينهم أكثر من 43،000 من السودان. وهم يمثلون ثاني أكبر جنسية من اللاجئين الذين يعيشون في مصر.
أصبحت رحلة البحث عن علاج ميسور التكلفة والوقوف في طوابير لا تنتهي روتينًا في حياة خالد وأسرته اليومية منذ تشخيص مرضه بالتهاب الكبد الوبائي C. وفي ظهر يوم 23 مارس من هذا العام، تلقى خالد طوق النجاة الذي بات ينتظره لأشهر عدة بعدما أجاب مكالمة هاتفية من هيئة إنقاذ الطفولة تخبره أنه أصبح له حق الحصول على العلاج المجاني من قبل وزارة الصحة والسكان، في إطار حملة “100 مليون صحة” الوطنية.
وقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حملة 100 مليون صحة، في أكتوبر 2018، بهدف القضاء على التهاب الكبد C في مصر بحلول عام 2023. وفي مارس 2019 امتدت الحملة لتشمل جميع الأجانب الذين يعيشون في مصر ومن بينهم اللاجئين وطالبي اللجوء، وتوفر الحملة الكشف والعلاج المجاني لمن يعانون من المرض.
جمع خالد جميع تقاريره الطبية وأحضرها إلى المعهد القومي لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد بمستشفى القصر العيني في شهر مارس السابق، ليصبح أول لاجيء يتلقى العلاج مجانًا من وزارة الصحة بدعم من منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وصرح كريم أتاسي، ممثل المفوضية لدي جمهوية مصر العربية ولدى جامعة الدول العربية بأن “لطالما كانت وزارة الصحة والسكان واحدة من أقرب شركاء المفوضية.” وأضاف “نقدر جميع الجهود التي بذلتها حكومة مصر لإدراج اللاجئين وطالبي اللجوء في “100 مليون صحة” على قدم المساواة مع المواطنين المصريين.”
ويقول خالد “تلقي العلاج من وزارة الصحة والسكان المصرية دون أي تكلفة أدى إلى إزاحة هذا العبء الثقيل عن عاتقي. الآن، لن أكون قلقًا على حالتي الصحية وأستطيع العمل على توفير مستقبل أفضل لأطفالي.”
تتابع المفوضية، من خلال شركائها، ومنظمة الصحة العالمية حالة خالد الصحية وغيره من اللاجئين الذين يتلقون العلاج من خلال توفير الفحوصات الطبية اللازمة لهم أثناء وبعد تلقي العلاج.
وكانت قد منحت الحكومة المصرية للاجئين وطالبي اللجوء من جميع الجنسيات حق الوصول على الرعاية الصحية الأولية والثانوية والطوارئ العامة على قدم المساواة مع المواطنين المصريين منذ عام 2016. وفي الآونة الأخيرة ، أمتدت برامج الحكومة الوطنية لمكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية، بهدف القضاء على الأمراض المعدية في مصر ، لتشمل اللاجئين وطالبي اللجوء.
*تم تغيير الأسم وبعض التفاصيل للحفاظ على هوية اللاجيء*
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر