مالي تصدر شهادات ميلاد لأطفال موريتانيين تفتح الأبواب أمامهم لمستقبل أفضل
مالي تصدر شهادات ميلاد لأطفال موريتانيين تفتح الأبواب أمامهم لمستقبل أفضل
كايس، مالي، 20 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)-
بعد ربع قرن على فرار جده من موريتانيا هرباً من مرارة العنف الطائفي، وقف عمر البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً مع فتيان موريتانيين لاجئين آخرين من أجل الحصول على شهادات الميلاد في مالي، في خطوة تفتح الباب للحصول على الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الماليون.
وقال وزير الإدارة الإقليمية واللامركزية عبد الله إدريسا مايغا للأطفال البالغ عددهم 32 طفلاً: "تصرفوا وكأنكم في موطنكم في كايس، فمالي هي بلدكم،" وذلك في احتفال أقيم في مارس/آذار قرب الحدود الموريتانية التي فر أهلهم عبرها في ما مضى. لم يسبق أن تم تسجيل ولاداتهم، مما أعاق حصولهم على الخدمات الاجتماعية الأساسية.
عمومًا، سيحصل 7,807 طفلاً موريتانياً لاجئاً ولدوا في مالي على الوثيقة التي تحدد هويتهم والضرورية عند طلب الحصول على الجنسية في مالي. وتسهل شهادات الميلاد أيضًا الحصول على خدمات الدولة، وخصوصًا التعليم.
وعمر هو حفيد لاجئ موريتاني وجد الأمان في مالي بعد اندلاع أعمال العنف العرقي في موريتانيا. عام 1990، لقي جده وجدته وعائلتهما الصغيرة التي تنتمي إلى العرق الفولاني ترحيبًا حاراً في سينكولي. وعاشوا في الموقع، قرب كايس، منذ ذلك الحين.
قال والد عمر، أمادو، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي توقف تحصيله العلمي فجأةً عندما هربت عائلته إلى مالي: "أهم أولوياتي تعليمهم. لا أريد أن يعاني أطفالي قدر ما عانيت." ويعيش حوالى 13,000 موريتاني في مالي راهناً، في 51 موقعاً قرب كايس، معظمهم بعد فرارهم من العنف الذي ضرب بلدهم قبل 25 عاماً.
وعمر الفتي محب للاستطلاع والتعلم، وعيناه لماحتان. وهو يفضل، أثناء الاستراحة في المدرسة، الكتابة بدلاً من لعب كرة القدم مع زملائه. يحلم بأن يصبح مدرسًا، ليتقاسم ما يتعلمه مع أطفال آخرين.
إنه واحد من 23 طفلاً من أصل 130 طفلاً لاجئاً في سن الدراسة في سينكولي، التحقوا بمدرسة والي كومبي دياوارا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدعم من المفوضية وشركائها التشغيليين وفلاني سيسي، مدير المدرسة.
مع مدرِّسَيْن- وثالث سيأتي قريبًا - يُبذَل جهد لتشجيع الآباء على تسجيل الأطفال، خصوصًا الفتيات. ويقول سيسي إنه كان صعباً في البداية تقبل المجتمع المحلي الأطفال الموريتانيين في المدرسة، ولكن فهم الجميع تدريجاً منفعة العيش معًا في سلام.
والأطفال اللاجئون لا يفقهون إلا في شكل محدود السوننكي، أو البامبارا، أو الفرنسية، وهي اللغات الأكثر شيوعًا في المنطقة. وعلى الرغم من هذه العقبة، يبدي سيسي تفاؤلاً، بما أن الأطفال يتعلمون الفرنسية في المدرسة.
ففي يوليو/تموز من العام الماضي، التزمت حكومة مالي بمساعدة جميع اللاجئين الموريتانيين الذين يرغبون في الاندماج محلياً. وجاء تقديم شهادة الميلاد إلى عمر الشهر الماضي، بعد أيام فقط على إعلان مالي عزمها، في اجتماع بين المفوضية ووزراء من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تسهيل تجنيس اللاجئين الموريتانيين.
ولأن اللاجئين يواجهون مشاكل متعلقة بالجنسية، فهذا يدعم أيضاً حملة المفوضية العالمية #أناأنتمي للقضاء على انعدام الجنسية بحلول عام 2024.
وأعلنت مالي أيضًا عزمها الانضمام إلى اتفاقية العام 1954 بشأن وضع الأشخاص عديمي الجنسية واتفاقية العام 1961 بشأن خفض حالات انعدام الجنسية، وقد بدأت بتنفيذ العملية.
فخطوات مالي نحو اندماج اللاجئين الموريتانيين محلياً، بما في ذلك إصدار شهادات الميلاد، ستغير حياة هؤلاء الأطفال. وسيسهل على عمر وأمثاله الحصول على التعليم والمساهمة في ازدهار المنطقة الاجتماعي والاقتصادي. وسيكونون قادرين على الحصول على الخدمات العامة، وتوقيع عقود العمل، وشراء الأراضي وبيعها، وإنشاء الشركات والاقتراض من المصارف. يمكنهم الآن التخطيط للمستقبل.
بقلم كيلي سيب وإيزابيل ميشال، مالي.