طالب لجوء إيراني في هنغاريا يستخدم الرياضة لعلاج الجسم والروح

فاموسزبادي، المجر، 30 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يجلس نجيب*، وهو رجل طويل مفتول العضلات في النادي الرياضي الصغير الذي يتدرب فيه، ويروي قصةً فظيعةً يقول إنها حدثت لزوجته كعقاب تعسفي في إيران. ويقول إن شغفه للرياضة هو الأمر الوحيد الذي يسمح له بالتغلّب على الألم والتحلي بالقوة في المنفى من أجل زوجته وابنه البالغ من العمر ستة أعوام.

يعترف نجيب قائلاً: "عادةً أبكي كثيراً عندما أذهب للجري في الصباح. وبهذه الطريقة، تمكنت من تخطي الصدمة التي عشتها في الأشهر الأخيرة. ولدى عودتي، أكون قد وجدت طمأنينة تجعلني أبتسم أمام إبني وزوجتي وأن أبدأ نهاري."

يقع النادي الرياضي الذي يتدرب فيه في مركز الاستقبال الذي تديره الحكومة في فاموسزبادي، غرب هنغاريا، والذي كان يأوي نجيب وعائلته في الشهرين الماضيين. اتخذ نجيب، الذي عمل سابقاً في بيع البلاستيك لأعمال البناء، قراره في الفرار من إيران في سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن أوقفت شرطة الآداب الإيرانية زوجته لعدم ارتدائها الحجاب كما ينبغي. وتعرضت أليش* للجلد والسجن وتم تغريمها بمبلغ مالي ضخم.

يقول نجيب بصوت منخفض: "خلال أربعة أيام في السجن، تعرّضت للضرب بقوة". ويتوقع أن تكون أليش - التي اعتذرت وقالت إنها لا تملك القوة للتكلم مع الزوار- قد عانت في الواقع من شيء أسوأ بكثير.

يضيف نجيب قائلاً: "لا أدري ما الذي فعلوه بها عندما كانت في السجن. فهي لا ترغب في إخباري بالمزيد. لكن أليش محطّمة فهي بالكاد تأكل وتنام ولا ترغب في التحدّث إلى الناس. وأبذل قصارى جهدي لأداوي جراحها، لكننا سنحتاج إلى مساعدة متخصصة."

وحتى يأتي ذلك اليوم، يخفف نجيب من توتره بممارسة الرياضة في النادي الرياضي المجهز جيداً في مركز الاسقبال. وقد دفعه شغفه للرياضة إلى أن يصبح مدرباً متطوعاً لزملائه طالبي اللجوء في المؤسسة الحكومية التي تحتاج إلى موظفين. وحتى الآن، يقصد النادي الرياضي 10 من طالبي اللجوء من أصل 160 يعيشون هنا في انتظار معالجة حالتهم."

يقول نجيب: "إن لم يشغل الناس أنفسهم، فسيشعرون بالملل والتوتر. ولهذا السبب أنصح القادمين الجدد بالتوجه إلى النادي الرياضي، حيث أريهم كيفية استخدام الآلات لكي لا يتعرضوا للأذى" أو يلحقوا الضرر بالمعدات.

لطالما كان نجيب شخصاً رياضياً، فهو يتقن الآيكيدو- وهو فن من الفنون القتالية اليابانية- فضلاً عن كونه عداءً ورافع أثقال. فالرياضة علّمته الانضباط والقدرة على التحمل، كما يقول؛ ولكن لم يحضّره أي تمرين لصدمة اختفاء زوجته المفاجئ.

عندما لم تعد أليش إلى شقتهما في طهران في إحدى ليالي شهر أغسطس/آب، بدأ نجيب يخشى الأسوأ. فاتصل بجميع المستشفيات لكنه لم يحصل على أي خبر. ويتذكر قائلاً: "كان ابني يبكي وشعرت باليأس ولم أعرف ما أفعل."

وبعد مرور ليلتين لم يغمض له فيهما جفن، خطر في بال أحد أصدقائه احتمال أن تكون أليش قد أُوقفت من قبل الباسيج، وهي شرطة الآداب في إيران التي تجبر النساء على ارتداء الحجاب. تمكّن نجيب من ضمان إطلاق سراحها، ولكن حالها كانت مزرية. وحذر أحد المحامين من إمكانية تعرضها لاتهامات بالتكفير ولحكم قاسٍ في حال إدانتها.

ويقول نجيب: "منذ تلك اللحظة لم أفكر سوى في كيفية التخلص من هذا الكابوس. وكأي زوج وأب، أعيش لكي أهتم بأحبائي." كان اتخاذه القرار بمغادرة وطنه سهلاً نسبياً - حتى عندما اضطر إلى اللجوء إلى أحد المهربين.

نظّم المهرب رحلة للعائلة إلى أوروبا عبر تركيا واختار هنغاريا مقصداً لهم. يعترف نجيب أنهم لا يعلمون شيئاً عن البلاد التي قد يبدأون فيه حياتاً جديدة إذا مُنحوا صفة اللجوء.

"على الرغم من أننا أتينا من دون دعوة مناسبة، كان الجميع لطفاء معنا حتى الآن." يضيف وهو ينظر حوله في النادي الرياضي: "إن تمكنت من تعلم اللغة سنصبح قادرين على تدبر أمورنا بطريقة ما. فمثلاً قد أعمل كمدرب لياقة بدنية."

ويقول إنه يملك شيئاً مميزاً ليقدّمه، "تعلمون أنه بإمكان الرياضة شفاء جسدكم وروحكم على حد سواء. فإذا ساعدَتني، قد تساعد الكثيرين هنا الذين عانوا كثيراً ومروا بظروف رهيبة في سوريا أو إفريقيا. يحصل الأشخاص الذين يتدربون معي على طاقة إضافية قد تساعدهم على المضي قدماً."

*تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية

بقلم بلينت ليندر في فاموسزبادي، هنغاريا