متطوعو الأمم المتحدة

قبل الانضمام إلى فريق المفوضية في أوكرانيا، أمضيت عاماً في إندونيسيا في إطار برنامج لتبادل الموظفين، ووجدت نفسي في بيئة جديدة تماماً في مواجهة العديد من التحديات. هناك، عرفت بأنني أريد أن أكون شخصاً يدعم الأشخاص الجدد في مجتمعاتنا، ويساعدهم في تلبية احتياجاتهم. شعرت أيضاً أنه يمكنني مساعدة اللاجئين للتغلب على الشعور بالخوف وعدم اليقين في بيئة غريبة عنهم من خلال منحهم الدعم والتعاطف. أعتقد أن السلام يبدأ حيث تنتهي وصمة العار.

أحمل شيئاً ذا قيمة لعملي وهذه هي تجربتي الحية. لقد كنت على الجانب الآخر من المساعدات الإنسانية كلاجئة، واستفدت من دوري كعاملة في المجال الإنساني. أعتقد أن شغفي بخدمة المحتاجين قد أحدث فارقاً، وأظهر أنه من الممكن للاجئين أن يساهموا في المجتمع.

عندما بدأت مهمتي في أواخر فبراير، كنت متحمسة للغاية. لقد تم وضع خطة العمل الخاصة بي كلها بأهداف ونتائج محددة. ثم فجأة تغيرت الأولويات وكان لابد من تغيير الخطة. كان علي أن أتعلم الاعتماد على التكنولوجيا والتفكير في طرق جديدة لإشراك الشباب بشكل أكثر إنتاجية وكذلك تجهيزهم لتلبية الطلب في المجتمع. من خلال تصميم سلسلة من ورش العمل والفعاليات والندوات الافتراضية، تمكنّا من الحفاظ على مشاركة الشباب بشكل إيجابي.

ما ألهمني لأصبح من متطوعي الأمم المتحدة هو حقيقة أنني سأتمكن من دمج شغفي بالعمل على الخطوط الأمامية للعمل الهادف للتغيير الإيجابي – حيث يمكنني بالفعل المساهمة وإحداث الفارق – مع تطلعاتي لتوسيع آفاقي المهنية والحصول على مجموعة واسعة من الخبرات أثناء العمل في حالات الطوارئ وعمليات الأمم المتحدة الأخرى المنقذة للحياة.

طوّر العمل الميداني معرفتي بالتنمية والحماية الدولية، وعزّز معرفتي في مجال إعداد التقارير والعلاقات الخارجية. أعظم مكافأة هي حقيقة أن مساهمتي – كجزء من المساهمات الرائعة لزملائي – قد أدت إلى الاستعادة التدريجية لسلامة الأشخاص الذين نعنى بهم والحفاظ على كرامتهم.

أردت أن أكون من متطوعي الأمم المتحدة لكي أنضم إلى مجتمعٍ يعمل من أجل إحداث تأثير إيجابي في حياة الأشخاص من الفئات الأكثر ضعفاً. بصفتي من متطوعي الأمم المتحدة، فأنا أساهم في هذه الجهود بأفضل قدراتي من أجل مساعدة الأشخاص الذين نعنى بهم. إنها لتجربة مرضية للغاية؛ أن تسنح لك الفرصة لإحداث تغيير إيجابي في حياة شخص ما. تغيرت طريقة عملنا جميعاً خلال الوباء، لكننا ما زلنا نفعل كل ما أمكن للتكيف مع الظروف الجديدة مع فريقنا، والعمل على تحقيق أهدافنا الجماعية تماماً كما كنا نفعل سابقاً.