إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئ كونغولي يحول النفايات البلاستيكية إلى تجارة مربحة

قصص

لاجئ كونغولي يحول النفايات البلاستيكية إلى تجارة مربحة

توفر تجارة إعادة التدوير التي يقوم بها رافائيل باسيمي فرص عمل للاجئين الآخرين والمجتمع المضيف، وتساعد في الحفاظ على البيئة في مخيم كاكوما في كينيا.
22 أبريل 2024 متوفر أيضاً باللغات:
كينيا. إعادة التدوير. الحفاظ على البيئة. لاجئ كونغولي يحول النفايات البلاستيكية إلى تجارة مربحة

رافائيل باسيمي في أحد مراكز جمع البلاستيك الثلاثة التي يديرها في مخيم كاكوما للاجئين.

قطع رافائيل باسيمي شوطاً طويلاً منذ وصوله إلى مخيم كاكوما في كينيا في عام 2009 ولم يكن يحمل معه سوى حقيبة ملابس وشهاداته التعليمية.

يدير اللاجئ الكونغولي الآن أكبر مشروع لإعادة التدوير يقوده المجتمع المحلي في المخيم، مما يوفر مئات فرص العمل للاجئين الآخرين وأفراد المجتمع المحلي.

يقول: "عندما أنظر إلى هذا البلاستيك، أرى مادة ثمينة، وفرصاً للعمل المجتمعي، ومصدراً للثروة، وفرصة لدعم أسرتي".

أمضى رافائيل سنواته الست الأولى في المخيم وهو يعمل كمدرس. وفي وقت لاحق، في عام 2013، أنشأ مشروع FRADI (الأخوة من أجل التنمية المتكاملة)، وهي مؤسسة اجتماعية قائمة على المجتمع وتعمل على تعزيز حماية البيئة وسبل العيش للاجئين والمجتمع المضيف في كاكوما.

وقال الشاب البالغ من العمر 31 عاماً وهو أب لطفلين: "لقد أدركنا وجود حاجز لغوي بين اللاجئين. بدأنا بتدريس اللغة السواحيلية للمجتمع الصومالي واللغة الإنكليزية للمجتمع الناطق بالفرنسية. من ثم بدأنا بتوفير المهارات الفنية مثل تصفيف الشعر والنجارة واللحام".

وأثناء دراسته للحصول على شهادة في إدارة الأعمال في العاصمة نيروبي، خطرت له فكرة مشروع إعادة التدوير، وهي فكرة أتاحت له فرصة توليد الدخل لإعالة أسرته والحفاظ على البيئة.

وعندما تفشى فيروس كورونا، عاد إلى المخيم وبدأ مشروعه التجريبي. وقد أجرى بحوثاً مكثفة حول السياسات التي تحكم إدارة النفايات وكيفية تأثيرها على اللاجئين الراغبين في الاستثمار فيها.

مساندة المجتمع

يقول: "عندما خطرت ببالي فكرة مشروع [إعادة التدوير] هذا، جلست مع جيراني وأخبرتهم عن خطتي. تبنى البعض الفكرة وقدموا لي الدعم. لم يفهم البعض الآخر سبب رغبتي في جمع القمامة وتكديسها في منطقتنا، لكنهم قدموا المساعدة عن طيب خاطر".

كان قادة المجتمع المحلي على استعداد لدعم المبادرة، وعندما طالب بمتطوعين، وصلته ردود إيجابية سريعة، مع وجود أكثر من 2,000 متقدم: "كان الشهر الأول [في أوائل عام 2020] بمثابة فترة تجربة. لم يكن لدينا المال لندفع الأجور. وبعد شهر واحد، ترك البعض الدراسة، لكن ذلك لم يقف في طريقي".

جاء الدعم في الوقت المناسب من حكومة المقاطعة وإدارة خدمات اللاجئين في كينيا، حيث تم تخصيص ثلاثة مراكز لجمع المواد البلاستيكية لرافائيل لإدارتها في مخيم كاكوما للاجئين، وواحد في مخيم كالوبي المجاور.

يقول رافائيل: "لقد كانت رحلة طويلة ومليئة بالتحديات لتدريب المتطوعين على إعادة التدوير، وإنشاء الهياكل، والعثور على بائع لمسحوق البلاستيك".

ساعدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاء آخرون رافائيل في إنشاء متجر في مركز حضانة كاكوما – وهي مبادرة للتنمية الاقتصادية تمولها المفوضية وتدعم الشركات الناشئة، حيث يبيع هناك منتوجات مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره، مثل الملاقط والأزرار والمساطر والأطباق والأكواب.

عندما وقعت حكومة كينيا على قانون اللاجئين في نوفمبر 2021، والذي اشتمل على سياسات جديدة مهمة بشأن الاندماج والتكامل الاقتصادي للاجئين، تمكن رافائيل من التعرف على الشركات الكبرى والتي باتت تجمع البلاستيك منه لإعادة تدويره.

بالإضافة إلى دعم رواد الأعمال من اللاجئين مثل رافائيل، تعمل المفوضية على الحد من الآثار البيئية للمساعدات التي تقدمها، بما في ذلك عن طريق الحد من استخدام المواد البلاستيكية الخام في إنتاج وتعبئة مواد الإغاثة التي توزعها. وقد أصبحت البطانيات وغيرها من المواد مصنوعة الآن من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 100 بالمائة.

عالم خالٍ من البلاستيك

في السنوات الثلاث الماضية، تمكن رافائيل من توفير أكثر من 500 فرصة عمل للاجئين والمجتمع المحلي، مما سمح لهم بكسب الدخل وإعالة أسرهم. كما وسّع عملياته لتشمل إدارة النفايات الصلبة، والتعامل مع جميع أنواع النفايات، بما في ذلك العظام والزجاج والمعادن والنفايات العضوية.

يضحك قائلاً: "يعرفني الناس باسم رافائيل بلاستيك أو الرجل البلاستيكي. وعندما أرى المتطوعين وهم يجلبون البلاستيك الذي جمعوه، أرى مجتمعاً يتحد من أجل قضية أكبر".

على الرغم من الصعوبات القائمة كونه لاجئ من رواد الأعمال، كعدم قدرته على التمتع بالخدمات المالية، لا يزال رافائيل متفائلاً بشأن مستقبل عمله وقدرته على المساعدة في إنشاء اقتصاد دائري في كاكوما ومخيم كالوبيي.

وينبع جزء من دافعه من تخيل العواقب المترتبة على البيئة لو لم يكن هناك إعادة تدوير للبلاستيك. يقول: "لا أستطيع الجلوس وتخيل عالم مثل هذا".