لاجئ من توغو يبدأ حياته من جديد في ليبيريا
لاجئ من توغو يبدأ حياته من جديد في ليبيريا
مونروفيا، 31 أغسطس/آب، (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يعمل بول غبيدجي كمهندس مدني. ولكن أصعب ما تعين عليه بناؤه هو حياة جديدة.
ينظر عبر قطرات المطر في أرجاء موقع البناء في ليبيريا حيث يعمل منذ ثمانية أعوام ويقول مبتسماً: "إنني أقوم بعمل جيد". خسر بول جميع أفراد عائلته في توغو ويقول متنهداً: "توغو بلد جميل. كنت أعيش حياةً جيدةً وأعمل في شركاء بناء يملكها شقيقي. وكنت أجلس وأصمم وأبتكر".
وفي عام 1988 تعرضت الحياة للدمار خلال حملة الانتخابات الرئاسية في البلاد. وأصبح آلاف الأشخاص ضحايا الانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والقتل والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي مما أدى إلى نزوح جماعي لمواطني توغو داخل الحدود الدولية وعبرها.
وكان بول واحداً من بين أكثر من 16,000 شخص فروا بحثاً عن الأمان. لكن الفرار كلّفه كل شيء، ويقول: "عندما غادرت خسرت عائلتي. خسرت كل شخص تركته تقريباً. فقد توفي شقيقي ووالدي وشقيقاتي - خسرتهم جميعاً".
وبعد أسابيع من الاضطهاد والفرار من بلد إلى آخر، تمكن بول من الوصول إلى الحدود بين ساحل العاج وليبيريا. إلا أن مخاوفه لم تنتهِ. "في ذلك الوقت اندلعت الحرب في لوفا، وفي أحد الأيام اعتقلوني بسبب الحرب. أرادوا معرفة هويتي وسبب وجودي هنا... وأرسلوني إلى قاعدة عسكرية".
يتذكر بول لقاءه بمسؤولين من بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا في منتصف الليل، ساعدوه في التواصل مع المفوضية لتقديم طلب للحصول على صفة لاجئ، ويقول: "رحبوا بي وقدموا لي الطعام فأكلت. اتصلوا بالمفوضية التي وافقت وأرسلت لي سيارة". وبعد عدة أسابيع حصل على بطاقة هويته كلاجئ.
"عندما حصلت على صفة لاجئ غادرت وتوجهت إلى المدرسة حيث كنت أدرّس الأبجدية باللغة الفرنسية من الصف الأساسي الأول حتى الأساسي التاسع. كنت هناك للبقاء على قيد الحياة فقط، لأبني حياتي".
ومرّت الأعوام وواصل بول تحسين حياته إلى أن وقّعت ليبيريا اتفاق السلام الشامل في عام 2003. ويتذكر مبتسماً ويقول: "في ذلك الوقت كنت أبيع الشاي، لكن الأشخاص يجهلون أنني حصلت على التدريب أو أنني مهندس، فهم لم يعلموا شيئاً عني".
وفي النهاية، وبعد أن أثبت نفسه من خلال العمل التطوعي، حصل بول على أوّل عقد بناء له. ولا يزال يعمل في الشركة نفسها حتى اليوم.
وأخيراً، وعلى الرغم من محنته وخسارة عائلته، يملك هذا اللاجئ التوغولي مكاناً لينام فيه وسيارة ووظيفة آمنة تسمح له بالعيش كما كان يعيش من قبل في توغو. ويقول: "أشكر الله على ليبيريا. في غرب إفريقيا هناك مثل يقول إن وطنك هو حيث تجد حياة مريحة وتسير أمورك بشكل جيد".
بقلم ديانا دياز رودريغيز في مونروفيا، ليبيريا