جمهورية الكونغو الديمقراطية

منذ مارس 2022، اضطر 3.3 مليون شخصٍ للنزوح في ولايات كيفو الشمالية والجنوبية وإيتوري وحدها، وسط ارتفاعٍ حادٍ في انتهاكات حقوق الإنسان التي تطال المدنيين.  

عاشت ولاية كيفو الشمالية موجة عنف بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، وقد أودت بحياة عشرات المدنيين وأجبرت ما لا يقل عن 450,000 شخصٍ على النزوح، مما أضاف إلى الضغوط التي تتعرض لها المجتمعات المضيفة.  

ظلّ خطر حدوث المزيد من حالات النزوح مرتفعاً مع استمرار الصراع وانعدام الأمن في المنطقة. وتتفاقم احتياجات الحماية، حيث تمنع دوامة العنف السكان النازحين من العودة إلى ديارهم ومصادر دخلهم، وتتدهور الظروف في المواقع التي استقروا فيها بشكل عفوي.   

تتراكم المخاطر الرئيسية وتُعقد التحديات التي يواجهها النازحون أصلاً، بما في ذلك الزيادة الملحوظة في العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يطال النساء والفتيات من الفئات الأكثر ضعفاً. وخلال شهري يونيو ويوليو من عام 2023 فقط، تمكن 10,684 ناجٍ من الوصول إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري. 

في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتزايد الطلب على مستويات متزايدة من الدعم بشكل مضطرد، حيث يحتاج 25.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. وبدون حل للصراع في المحافظات الشرقية، لا يتوقع حدوث تحسن في الوضع الإنساني وأوضاع النزوح في عام 2024. 

في خضم حالة انعدام الأمن القائمة، تواصل المفوضية وشركاؤها تقديم المساعدات الحيوية للسكان النازحين في أصعب الظروف، ويتخذون قرارات صعبة لتلبية الاحتياجات ذات الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً. تتولى المفوضية قيادة عمليات توفير المأوى وخدمات الحماية وتنسيق وإدارة المخيمات، بالتعاون الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين. 

توفر المفوضية مآوٍ جدرانها مصنوعة من القماش المشمع، إضافة إلى البطانيات، وأواني الطهي، وحزم المستلزمات الصحية للنساء والفتيات اللواتي يشكلن غالبية الأشخاص النازحين.  

وتقود المنظمة أيضاً الجهود المبذولة لتحسين سبل الوصول إلى خدمات الحماية مثل الدعم النفسي والاجتماعي لعلاج الصدمات، مع التركيز بشكل خاص على احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً، مثل النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص من ذوي الاحتياجات المحددة.  

بحلول نهاية عام 2023، كان هناك أكثر من 922,000 نازح داخلياً يعيشون في 247 موقعاً للنازحين داخلياً تراقبها مجموعة إدارة وتنسيق المخيمات في إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو وتانغانيكا، علماً بأن أكثر من 200 منها هي عبارة عن مواقع عشوائية ومراكز جماعية، حيث توفر المآوي المؤقتة قدراً قليلاً من الحماية ضد عوامل الطقس، ويولد الاكتظاظ مخاطر صحية كبيرة.  

يستمر تقديم المساعدات الطارئة على الرغم من النقص الحاد في التمويل في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبحلول نهاية عام 2023، لم تتلق خطة المفوضية البالغة قيمتها 233 مليون دولار أمريكي لمساعدة النازحين داخلياً واللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية التمويل سوى بنسبة 43 بالمائة فقط.